المركبتان فوياجر تواصلان مهمة اكتشاف الفضاء منذ ثلاثين عاما
أطلقت المركبتان ضمن مشروع شبكة الفضاء البعيد
- في عام 1977 تم إطلاق مركبة الفضاء فوياجر 1 لتكون سفيرة البشرية للحضارات الكونية إن وجدت .
مركبة فوياجر1 والتي أصبحت على الحافة الخارجية للنظام الشمسي ، تبعد عن الأرض حاليا مسافة تزيد عن 15 بليون كيلو متر ، أي ما يزيد عن مائة وخمسة أضعاف عن المسافة التي تفصلنا عن الشمس ، وقد احتوت هذه المركبة على مجموعة متنوعة من الإنجازات الحضارية البشرية ، فقد ضمت اسطوانة نقشت عليها معلومات بلغة رياضية كومبيوترية بسيطة من عددي الصفر والواحد ، وقد اشتملت تلك المعلومات على تعريف بالحضارة الإنسانية وكوكب الأرض ، كما ضمت تلك الاسطوانة خطابا للرئيس الأمريكي كارتر ومشاهد منوعة لمقاطع من أفلام سينمائية ، كما ضمت مختارات من الكتب الدينية المقدسة .
و رحلة فويجار1 ، كما يقول المسئولون عنها ، هي رسالة من الإنسانية جمعاء إلى الكون وحضارته الذكية التي يسود اعتقاد جازم لدي الكثير من البشر بوجودها في مكان ما من هذا الكون الواسع الفسيح ، وبالتالي فإن هذه الرحلة جاءت منسجمة مع تلك الأفكار التقليدية التي تبناها الإنسان منذ قرون طويلة خلت .
إن إطلاق المركبة فوياجر1 ،وقد سبقتها المركبة فوياجر2 ، كانت ضمن البرنامج الفضائي الأمريكي المعروف باسم شبكة الفضاء البعيد ، وحاليا نجد أن المركبة فوياجر2 تقبع في الحافة الخارجية للنظام الشمسي ، بينما المركبة فوياجر1 ، قد عبرت تلك المنطقة ولتعتبر بذلك ابعد جسم من صنع البشر في الفضاء الخارجي .
تلك المركبة ما زالت على اتصال مع مركز التحكم في باسادينا للدفع النفاث في أمريكا ، وبالرغم من أن الإشارة اللاسلكية الكهرومغناطيسية المستلمة منها ضعيفة للغاية ، إلا أن الباحثين يتابعون ويلتقطون الإشارات الصادرة عنها ، من خلال ثلاثة رادارات عملاقة موجودة في كل من ولاية كاليفورنيا الأمريكية ومدينة مدريد الاسبانية ومدينة كانبيرا الاسترالية ، ويأمل العلماء في أن تتجاوز المركبتان النظام الشمسي برمته ، وان تحققا الحلم في إنشاء أول شبكة رادارات للاتصال بالنجوم ، للتواصل مع أية حضارة كونية عاقلة في المستقبل.